فظائع الغرف الانفرادية في سجن صيدنايا السوري شهادات صادمة من معتقل سابق

فظائع الغرف الانفرادية في سجن صيدنايا السوري كشف معتقل سابق في سجن صيدنايا بريف دمشق تفاصيل مرعبة عن ما وصفه بـ”فظاعات الغرف الانفرادية” في السجن الذي يُعرف بسمعته السيئة بسبب الانتهاكات الحقوقية الخطيرة. ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه عمليات البحث عن معتقلين يُعتقد أنهم محتجزون في أقبية غير مكتشفة داخل السجن.
شهادات صادمة عن معاناة السجناء
بحسب شهادات المعتقل السابق -وهو أحد مقاتلي المعارضة السورية المسلحة- الذي قضى 4 سنوات في سجن صيدنايا، فإن العقوبات التي تُنفذ ضد السجناء تشمل نقلهم من الغرف العامة إلى الغرف الانفرادية.
وتحدث المراسل منتصر أبو نبوت عن أن الإدارة تُطبق عقوبات قاسية على السجناء، تبدأ بنقلهم إلى الغرف الانفرادية في حال ارتكابهم أخطاء بسيطة، مثل مطالبة بإحضار مياه أو أدوية أو حتى الطعام.
الضرب والإذلال كوسيلة عقاب
أوضح المعتقل أن السجناء يُضربون على أيديهم وأرجلهم، قبل سحبهم إلى الغرف الانفرادية، حيث يتم تقديم كسرة خبز لهم لسد رمقهم، مع إجبارهم على اقتطاع جزء منها للقوارض لتجنب تعرضهم لهجومها.
ووفقًا للشهادات، فإن فترة السجن في الغرف الانفرادية قد تصل إلى 50 يوماً، تُنفذ خلالها عقوبات يومية تشمل التعذيب المستمر، مثل الضرب اليومي على الأقدام بالكابلات.
الحياة في الغرف الانفرادية: روائح الرطوبة والظروف المزرية
بينما عرضت الجزيرة صورًا من داخل إحدى الغرف الانفرادية، أظهرت الصور الوضع الكارثي في الغرف، والتي تُعد غير صالحة للعيش الآدمي بسبب الرطوبة المتفشية ومياه الصرف الصحي، مع انعدام التهوية وشروط الحياة الأساسية.
تُظهر الصور كيف تُشكل هذه الغرف عذابًا مستمرًا للسجناء، حيث تُضاف الروائح الكريهة وشروط الحياة السيئة إلى محنة التعذيب اليومية.
وضع السجن: التاريخ والتحصين العسكري
يُعرف سجن صيدنايا بموقعه الجغرافي قرب دير صيدنايا، على بُعد 30 كيلومترًا شمال العاصمة دمشق. أُسس في عام 1987، وينقسم إلى جزئين رئيسيين:
- المبنى الأحمر: مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين.
- المبنى الأبيض: مخصص للسجناء العسكريين.
يُوصف السجن بأنه من أكثر السجون تحصينًا عسكريًا في سوريا، وقد أُطلق عليه لقب “المسلخ البشري” نظرًا للانتهاكات الممنهجة التي تُمارس فيه. كما أنه يُعرف بـ”السجن الأحمر” نسبة للأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.
الاقتراح بالتحقيق: استمرار البحث عن المعتقلين المفقودين
في تطور لافت، تمكنت قوات المعارضة السورية، في الثامن من ديسمبر 2024، من اقتحام سجن صيدنايا وتحرير العديد من المعتقلين، رجالًا ونساءً وأطفالًا. يأتي هذا التقدم بعد أحداث متسارعة شهدتها العاصمة دمشق والإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
في المقابل، تستمر عمليات البحث عن مفقودين يُعتقد أنهم لا يزالون محتجزين في أقبية لم تُكشف حتى الآن داخل السجن.
ختامًا: نحو محاسبة المسؤولين
تُظهر الشهادات ومشاهد الانتهاكات المروعة استمرار معاناة السجناء في سجن صيدنايا. وقد سلطت التقارير الإعلامية الضوء على ضرورة التحقيق في تلك الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
إن السجن الذي يُعرف بـ”المسلخ البشري” يُحتم على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل لضمان حقوق المعتقلين وضمان شفافية التحقيقات المتعلقة بمصيرهم.
المصادر: الجزيرة